الأحد، يناير 07، 2018

بين الأبيض.. والأسود


"يَاللي بتسأل عَن الحيَّاه ، خُدها كِده زَي مَاهي ، فيها إبتسَامه وفيها آه ، فيها آسيه وحنيه‏"
(هي) تعشق كل ما هو قديم ، لكنها تتوه بين قصتين لا تعرف أيهما قصتها الحقيقية ، فهل هي مصممة الديكور التي تعمل في عالم السينما؟ أم إنها الزوجة التي تعمل مدرسة للرسم ولديها طفلة من زوجها ، وتعيش بعيداً عن صخب القاهرة؟
(هي) لا تشعر بنفسها في أي من العالمين..
(هي) تشعر بالظلم.. والقهر.. والغضب ..وأحيانا.. الاهانة.
(مَها) التي طالما عشقت السينما ، وطالما بحثت عن حياه خاليه من الضغوط ، مليئه بالمتعه ، لكنها تعاني من روتينية الحياة وخفوت الاضاءة التي فرضها عليها مشهد الحياة ، وقلة الاختيارات التي هي على حقيقتها مجرد خيارا محدداً مسبقاً مابين الأبيض والأسود!
ولأن العقل البشري هو الوغد الأكبر في تاريخنا الانساني ، فكانت النتيجة الحتمية لكل تلك الضغوط والصراعات بأن يهرب عقلها من كل هذا ، أن ينجح في إختلاق عوالم موازية تحقق بها حرية الاختيار للمرة الاولى.. وتجمع بين كل ما ترغبه من خلال الشخصية الحقيقية والخيالية ، وبرغم ذلك فهي لم تختار أيا منها ، هي فقط لاتريد مواجهه مشاكل كل حياه عند كل تنقل من حياتها كمصممة ديكور الى ربة منزل والعكس ، فهي تفضل الهروب بدموعها ، أو بالانسحاب من المشهد او المكان عن انها تقف بشجاعه وتواجه حقيقه الأمر أوالمشكله.
لكنها مع الوقت تتوغل في العالمين الى الحد الذي تختلط فيه الاحداث بين الواقعي ، والخيالي..  وللمرة الاولى تجد نفسها على حافة الاختيار بين الحياتين ، وللمرة الاولى يصبح عليها اختيار ما تريده حقاً ، لتصل عند النقطة التي يجب ان تتخلص فيها من خيالها الذي يلعب ضد القوانين الكونية والذي خلق الشئ ونقيضه في ذات الوقت ، لتكتشف بالمشهد الأخير ان الحياة بها المزيد من الألوان.. والاختيارت..
فالحياة ليست مجرد خياراً مابين الأبيض أو الأسود فقط.. لكنها تركتنا عالقين عند تلك نقطة مع تساؤل بلا إجابة.. أي تلك العوالم حقيقي؟ وأيهما يستحق الوجود والاستمرار!

رؤيتي للفيلم الرائع: ديكور
تامر مغازي

على الهامش: 
  • المشهد الاخير – تحديدا الثانية الاخيرة – هي صوت اصابع الساحر لنستفيق من جلسة التنويم. 
  •  فريق عمل الفيلم بصق "بشياكة" قي وجه سينما السبكي واعوانه.