السبت، سبتمبر 09، 2017

صندوق الذكريات

كُل منهما يحيَّ بعالم مختلف ، وبرغم هذا يجمعهم صندوقاً واحداً للبريد يختصر تلك الفروق والمسافات الزمنية ، يتبادلا الرسائل في نفس المنزل الزجاجي الذي تشرق عليه الشمس وتطل عليه الذكريات من كل الاماكن..
أ
حيانا يرسل احدهما حروفاً ، أحيانا يرسل الآخر ذكريات !
- هل قرأتي عن كتاب "الإقناع" ؟
-- بالتاكيد.. فهو كتابي المفضل.
- أهداني صديقي نسخة منه ولم اقرأها بعد.. وأردت ان أستمع إليه من خلالك..
-- انه يتحدث عن الإنتظار.. عن أشخاص عاشوا مع بعضهم البعض لفترة.. وقد حان وقت افتراقهم.. وبعدما يذهب كل منهم بإتجاه.. وتبتعد سفينة كل منهم ببحر الحياة يلتقيان مرة أخرى ، ويجمع القدر بينهم من جديد ويمنحهم فرصة أُخرى للقاء ، ويتجدد الأمل حتى أنهم لم يدركوا وقتها كم مضى من الوقت وهم ينتظرون هذا اللقاء! لكن الحياة ليست كتاباً يا عزيزي وقد تنتهي بلحظة!

أتعرف.. لقد مات رجل أمامي اليوم بالعمل.. مات بين ذراعيّ وكنت أعتقد أن الحياة لايمكن أن تنتهي هكذا بكل تلك البساطة في يوم "عيد الحب" !
وقتها تساءلت عن كل الناس الذين يحبونه ، وينتظرونه بالبيت الآن ولن يروه مرة أخرى.. وتساءلت بعدها..
ماذا لو لم يكن هنالك أحد؟ ماذا لو عشت حياتك كلها ولا أحد ينتظرك؟
ماذا لو كان الهروب الى كل تلك الاختيارات فقط كي لا نتواجه مع حقيقة الامر؟!
الآن فقط يجب أن اعترف امامك بأنني قمت بالهرب من كل شيء إلى هُنا..
إلى المنزل الزجاجي..إلى منزل البحيرة..
جئت باحثة عن أي إجابة..
و لكنني وجدتك..
وأضعت نفسي في هذا الصندوق الجميل حيث الزمن قد توقف عند لحظة ، ولا يمكنه أن يمضي بعدها أبداً!
رؤيتي لفيلم
The Lake House
تامر مغازي
9-9-2017


إلى فريدة:
I'm very sure
this never happened to me before
I met you and now I'm sure
this never happened before