الثلاثاء، فبراير 14، 2023

لديها ماهو أكثر.. دائماً..

يقول الفيلسوف: "الآخر فقط.. ‫هُو ما يَجعلنا نُدرك أنفسنا."

(هي) امرأة كلاسيكية.. تُدافع عن تاريخ المباني القديمة من الهَدم ، وتُحاول التمسك بالهوية التاريخية والاجتماعية للمباني العتيقة ذات التراث. لكنها تلتقي بالغني الذي يقوم بشراء تلك المباني ومن ثَم هدمها وتحويلها إلى مباني تجارية شاهقة.. فتعقد معه صفقة يلتزم فيها بالحفاظ عن المبني من الهَدم .. وتلتزم هي بدور المحامية عن كل حقوقه بطريقتها الذكية.
كانت تظن انها بلا مشاعر.. فلم تصرح بحبها من قبل..  لم تكن تعرف ان هناك مشاعراً  تنموا حتى تخلى عنها صديقها وظهر في الافق منافس جديد.

لا أحد يُريد أن يَحيَى مع قِديسة..القديسون مُمِلوُن !!

 - أخبرني لماذا يفّر مني الجميع؟ بالتأكيد انت تعرف كيف يُفكر الرجال ، أخبرنى ما هو خطأي؟
-- أعتقد لأنك أحيانا تظهرين بمظهر مقاتل.. خَشن.. مُفزع.. يجب أن تتحلى ببعض الطيبة.. وبعض الأنوثه.
- انه أقتراح جيد .. يجب ان أتحلى ببعض المرونة ايضاً.
-- بالفعل يجب أن تُظهري بعض النعومه والأنوثة فى مظهرك ، يمكنك ان تكونى امرأة فاتنه من وقت لآخر.
- ولكنني لا أُحب ذلك المظهر، لن أمضى ساعات يومي إُصفف شعرى.. وأقوم بوضع المساحيق.. لن أقوم بتحويل نفسى الى "بلياتشو"  كى أعجب رجلاً ،  إلا لو عشقت ذلك الرجل ، وقتها سأفعل ذلك عن طيب خاطرمن أجله.

-- ربما تكون تلك هى المشكله.. انك لا تحبى تلك النوعية من الرجال ، وتبعدينهم لأنكِ على يقين (مُسبق) انهم قد لا يناسبونك!!
الأنثى الجريحة بداخلك هي من تدفعك لفعل لذلك.. انت تُحاربين دائما في قضايا الآخرين ، ومعهم ، تقومين بكل المهام طوال الوقت –فقط- هرباً من مواجهة تلك الأنثى بداخلك ، وأكاد أجزم بأنني أرى
أطنانا من الِرمال والأتربة أتيتِ بها هُنا فقط كي تُخفي تلك الأنثى بداخلك !

- أتعرف.. قد تكون مُحقاً.. أنا لست مرنة أو رومانسية  بما يكفي ، و لم أشعر بأي مشاعر تجاه أحداً من قبل!  حتى في الوقت الذي أردت ان أتحدث فيه بطريقة رومانسية تحدثت عن "نيلسون مانديلا" !! حقاً لا أعرف لمَ فعلت ذلك!!  من الصعب ان يكون ذلك شيئا رومانسى!
لكن انظر..أحيانا أستطيع ان ابدوا ملتوية.. استطيع التحدث بطريقة مُلتوية.. بل أنا امرأة ملتوية.. انظر إليّ.. يمكنني ان ألتوي كاللبلاب.. أستطيع ان ألتف وأنثني بخفة القطة.. أليس هذا ما يريده الرجال؟ أليس هذا حلمهم؟ ان تكون المرأة في خفة القطة وملتوية مثل اللبلاب؟

-- عزيزتي.. اعتقد انك بحاجة الى الراحة..فانت تتحدثين بلا هدف.. تقولين كلاما بلا معنى..
- بالفعل.. لا أعرف ماذا أقول حقاً.. ولكنني أعرف شيئاً واحداً الآن.. أنك حقاً مُستمعُ جيد.

  - آآ..أعتقد.. أقصد.. أعني.. أنكِ الليلة.. أنت حقا فاتنة
  -- لا..لم ترى الباقي بعد.. انظر.. لدي المزيد ايضاً.

-"لوسي".. ألقيت للتوّ أوّل خطاب ‫أُحرره بنفسي بالكامل منذ التقيتك.. من دون مساعدتك.. لكن أعتقد أنّني أفسدت الأمر نوعا ما.. ، ‫لذا أردت معرفة رأيك في خطابي الذي ‫‫سأقرأه لكِ:

‫"أيها السادة الحضور..
أودّ الترحيب بالجميع ‫في هذا اليوم المميّز الذي ‫سيُضفي فيه صرحنا هذا ‫الأناقة على المنطقة‫.. وسيُصبح جزءا مهما من مدينتنا..‫ ‫ويسرّني تشريفكم هنا في هذه اللحظة.. لكن.. ‫لسوء الحظّ ، ‫هنالك مسألة عالقة وحيدة.. ‫كما ترون..
فقد ‫وعَدت شخصاً (ما) بأنّنا لن نهدم ‫هذا المبنى العتيق القائم خلفي..
‫عادة جميع من يعرفونني يشهدون على ان وعدي لايعني الكثير..
‫إذاً..  لِماذا  يعني الكثير هذه المرّة؟
في الحقيقة.. لأنّ هذا الشخص الذي وعدته.. ‫
رغم أنّه عَنيد بشكل غير معتاد.. وغير قابل  للتنازل.. ‫وغير أنيق أحياناً..
هو.. آآ.. أعني ‫هي..
مثل هذا المبنى الذي تحبّه كثيراً..
‫قاسية عند الأطراف..
‫لكن عند النَظر اليها عن قُرب..
‫تجدها...رائعة تماماً..

‫بل هي (فريدة) من نوعها..
‫لذا اعتذر لكم.. سنحافظ على المبني من أجلها..
فقط.. 
لأنّني وعدتها."

على الهامش:

الفيلم كله اتلخص عندي في النظرة دي مابينهم..
هو كان بيشوفها  بشكل مختلف لأول مرة..
وهي كانت بتقول له (لدي أكثر من مجرد قديسة)


رؤيتي لفيلم
Two Weeks Notice
تامر مغازي

الثلاثاء، فبراير 20، 2018

بِحلوه..بِمُره.. كُله بيتسخط لمفيش!



مفيش إحساس لحُسن الحظ ، ولسوئه مابيعديش..
مفيش ولّا طعم حاجة من اللي بتدوقه مسيرُه يعيش
بحلوُه.. بمُره.. كُله بيتسخط.. لمفيش !!
 
إحساس إنك جوّه مشهد أو حدث كبير قوي ، وإنك واقف ع المنصة لوحدك ، وان كل الأضواء والكاميرات متسلطة ليك أو عليك..
وان كل حاجة في المشهد بتتعمل بإيقاع متناغم لمجرد (بس) إنه يوّاكب المشهد واللي مش بيدوم للأبد لأنه -وببساطة- بعد شوية أو شويتين المشهد بيتغيّر والعدد بيّقل من الصورة!
الأضواء بتختفي ، والفلاشات بتخرج من المشهد..
الكاميرات بتنسحب واحدة..  ورا التانية !
العمال كل واحد اخد (سبوت لايت) معاه.. ومشي!
صوت الحركة بيّقل ، الخطوات بتبعد خطوة ورا التانية..
لحد صوت خروج آخر رِجل م المشهد..
لحد.. مايفضل.. إنت.. وبس..
انت.. وبس في المشهد !

بُص فوق.. و فُوق شوية..
هتشوف لمبة.. أو إتنين.. أو يمكن تلاتة..
كانوا هناك.. موجودين.. في أول المشهد.. أو حتى من قبله..
عشانك انت موجودين..
هُما دول اللي هايكملوا ، هُما دول اللي هاينوّروا المكان حتى بعد ما(إنفض) المولد ، حتى بعد ماخِلص المشهد.
يمكن وسط الزحمة ماكانوش باينين ، ماكنتش شايفهم وسط الزحمة والدوشة من الأغراب..
مش المُهم انك ماخدتش بالك من وجودهم من الاول..
بس الأهم انك تاخد بالك إنهم دايما موّجودين.. موجودين (بس) عشان ينوّروا لَكْ حتى لو مفيش ناس.. حتى لو مفيش مشهد.
حاول تمسك فيهم.. بإيديك.. أو سِنانك
(جايز) مايكونش نورهم بقوة الباقيين ف المشهد..
بس الأهم.. إنهم دايماً هايكونوا هناك.. حتى لو مفيش مشهد!
موجودين..
عشانك.. وليك.. موجودين.


يا سبحان اللى بيعودنا ع الحاجة..فاننساها..
وبيخفف كاسات الناس بميه.. بدال ما يملاها..
عشان طعم اللى فيها يروح..
عشان طعم اللى فيها يخف..
  20-02-2015

الأحد، يناير 07، 2018

بين الأبيض.. والأسود


"يَاللي بتسأل عَن الحيَّاه ، خُدها كِده زَي مَاهي ، فيها إبتسَامه وفيها آه ، فيها آسيه وحنيه‏"
(هي) تعشق كل ما هو قديم ، لكنها تتوه بين قصتين لا تعرف أيهما قصتها الحقيقية ، فهل هي مصممة الديكور التي تعمل في عالم السينما؟ أم إنها الزوجة التي تعمل مدرسة للرسم ولديها طفلة من زوجها ، وتعيش بعيداً عن صخب القاهرة؟
(هي) لا تشعر بنفسها في أي من العالمين..
(هي) تشعر بالظلم.. والقهر.. والغضب ..وأحيانا.. الاهانة.
(مَها) التي طالما عشقت السينما ، وطالما بحثت عن حياه خاليه من الضغوط ، مليئه بالمتعه ، لكنها تعاني من روتينية الحياة وخفوت الاضاءة التي فرضها عليها مشهد الحياة ، وقلة الاختيارات التي هي على حقيقتها مجرد خيارا محدداً مسبقاً مابين الأبيض والأسود!
ولأن العقل البشري هو الوغد الأكبر في تاريخنا الانساني ، فكانت النتيجة الحتمية لكل تلك الضغوط والصراعات بأن يهرب عقلها من كل هذا ، أن ينجح في إختلاق عوالم موازية تحقق بها حرية الاختيار للمرة الاولى.. وتجمع بين كل ما ترغبه من خلال الشخصية الحقيقية والخيالية ، وبرغم ذلك فهي لم تختار أيا منها ، هي فقط لاتريد مواجهه مشاكل كل حياه عند كل تنقل من حياتها كمصممة ديكور الى ربة منزل والعكس ، فهي تفضل الهروب بدموعها ، أو بالانسحاب من المشهد او المكان عن انها تقف بشجاعه وتواجه حقيقه الأمر أوالمشكله.
لكنها مع الوقت تتوغل في العالمين الى الحد الذي تختلط فيه الاحداث بين الواقعي ، والخيالي..  وللمرة الاولى تجد نفسها على حافة الاختيار بين الحياتين ، وللمرة الاولى يصبح عليها اختيار ما تريده حقاً ، لتصل عند النقطة التي يجب ان تتخلص فيها من خيالها الذي يلعب ضد القوانين الكونية والذي خلق الشئ ونقيضه في ذات الوقت ، لتكتشف بالمشهد الأخير ان الحياة بها المزيد من الألوان.. والاختيارت..
فالحياة ليست مجرد خياراً مابين الأبيض أو الأسود فقط.. لكنها تركتنا عالقين عند تلك نقطة مع تساؤل بلا إجابة.. أي تلك العوالم حقيقي؟ وأيهما يستحق الوجود والاستمرار!

رؤيتي للفيلم الرائع: ديكور
تامر مغازي

على الهامش: 
  • المشهد الاخير – تحديدا الثانية الاخيرة – هي صوت اصابع الساحر لنستفيق من جلسة التنويم. 
  •  فريق عمل الفيلم بصق "بشياكة" قي وجه سينما السبكي واعوانه.

الجمعة، أكتوبر 20، 2017

ألف..لام.. ميم (ألم)


الخوف ، أو الألم  ، أو الحزن.. ايه اللي تأثيره أقوى في مسيره حياتنا؟ ده السؤال اللى محيرني بقاله كتير.. و علشان أفهم الموضوع أكتر حبيت أبتدى من الآخر للأول ، ومعروف ان النهايه عند كل واحد فينا هي الموت.
ليه الواحد بيخاف من الموت؟
علشان خايف يبقى فيه ألم في مراحل الموت؟ ، او علشان خايف بعد الموت يبقى فيه عذاب اللى هوه في حد ذاته ألم؟
يبقى الألم أقوى فعلا من الخوف ، زى مثلا ألم الأسنان.. ألم الجوع.. ألم البرد.. ألم الفقد.. أو ألم الفراق.
طب والخوف من المستقبل؟ الخوف من اللى جي بكره؟ الخوف من الفشل؟ من فراق حبيب أو قريب؟
طب ياترى حياتنا كلها مبنيه على الخوف و الألم؟ ياترى الخوف و الألم بيحددوا تصرفاتنا و افعالنا؟بيحددوا مصيرنا؟

-
انا لازم اذاكر و انجح في الامتحان...ليه؟ الخوف من السقوط؟ الخوف من الأهل وتريقه الاصحاب؟

انا بتهزأ كل يوم من مديرى في الشغل ، خايف ادافع عن نفسى و أرد عليه علشان ما أترفدش؟ خايف بعدها ملاقيش شغل؟ خايف أشحت في الشارع؟ خايف أشتغل في حته تانيه يبقى الوضع ألعن؟

- انا ملاقتش واحد مناسب أتجوزه..خايفه أعنس فأتجوز اى واحد ما بحبوش..خايفه الناس تعاملنى بشفقه؟ خايفه أخسر أهلى؟ خايفه أبقى وحيده طول عمرى؟
طب الخوف من المرض؟ الخوف من العنكبوت؟ الخوف من الارتفاعات؟ الخوف من الميه؟ وغيره.. وغيره..!

دايما الواحد خايف طول الوقت من حاجه.. و كل واحد خايف التانى ياخد فكرة عنه إزاى؟ و المجتمع كله خايف من المجتمعات التانيه!!
و
 المجتمعات التانية خايفه من أى حد يعمل حاجه مختلفه او مش ماشى بنفس الفكر والمنطق واسلوب الحياة!!
أرجع تانى للنهايه...انا لو مت و طلع ما فيش حياه تانيه حابقى مش مبسوط علشان حياتى ضيعتها على الفاضى؟ انا لو مت و طلع انى مش حادخل الجنه حابقى مش مبسوط علشان حاتألم في النار و ناس تانيه حاتستمتع بالجنه؟
هل الألم اقوى من الخوف...و هل الخوف أقوى من الحزن؟ لو حد مات و رجع من الموت يقول لنا إن الموت مش مؤلم ياترى مش حاخاف من الموت؟
لو حد قالنا إن النار مش مؤلمه مش حانخاف من الآخره؟

لو الألم ما لهوش وجود...مش حانعبد ربنا؟

السبت، سبتمبر 09، 2017

صندوق الذكريات

كُل منهما يحيَّ بعالم مختلف ، وبرغم هذا يجمعهم صندوقاً واحداً للبريد يختصر تلك الفروق والمسافات الزمنية ، يتبادلا الرسائل في نفس المنزل الزجاجي الذي تشرق عليه الشمس وتطل عليه الذكريات من كل الاماكن..
أ
حيانا يرسل احدهما حروفاً ، أحيانا يرسل الآخر ذكريات !
- هل قرأتي عن كتاب "الإقناع" ؟
-- بالتاكيد.. فهو كتابي المفضل.
- أهداني صديقي نسخة منه ولم اقرأها بعد.. وأردت ان أستمع إليه من خلالك..
-- انه يتحدث عن الإنتظار.. عن أشخاص عاشوا مع بعضهم البعض لفترة.. وقد حان وقت افتراقهم.. وبعدما يذهب كل منهم بإتجاه.. وتبتعد سفينة كل منهم ببحر الحياة يلتقيان مرة أخرى ، ويجمع القدر بينهم من جديد ويمنحهم فرصة أُخرى للقاء ، ويتجدد الأمل حتى أنهم لم يدركوا وقتها كم مضى من الوقت وهم ينتظرون هذا اللقاء! لكن الحياة ليست كتاباً يا عزيزي وقد تنتهي بلحظة!

أتعرف.. لقد مات رجل أمامي اليوم بالعمل.. مات بين ذراعيّ وكنت أعتقد أن الحياة لايمكن أن تنتهي هكذا بكل تلك البساطة في يوم "عيد الحب" !
وقتها تساءلت عن كل الناس الذين يحبونه ، وينتظرونه بالبيت الآن ولن يروه مرة أخرى.. وتساءلت بعدها..
ماذا لو لم يكن هنالك أحد؟ ماذا لو عشت حياتك كلها ولا أحد ينتظرك؟
ماذا لو كان الهروب الى كل تلك الاختيارات فقط كي لا نتواجه مع حقيقة الامر؟!
الآن فقط يجب أن اعترف امامك بأنني قمت بالهرب من كل شيء إلى هُنا..
إلى المنزل الزجاجي..إلى منزل البحيرة..
جئت باحثة عن أي إجابة..
و لكنني وجدتك..
وأضعت نفسي في هذا الصندوق الجميل حيث الزمن قد توقف عند لحظة ، ولا يمكنه أن يمضي بعدها أبداً!
رؤيتي لفيلم
The Lake House
تامر مغازي
9-9-2017


إلى فريدة:
I'm very sure
this never happened to me before
I met you and now I'm sure
this never happened before

الأحد، مارس 05، 2017

لاشيء سوى.. اللا شيء!

 (حاجات كتير فى حياتنا إتسببت فى حِيرتنا!)
أن تمشى فى شارع مظلم متوّجساً ، منتظراً هجوماً (ما) من أحد شوارعه الجانبيه الكثيرة جداً ، المتشابهة جداً.. ولكن بمرور الوقت تطمئن وتهدأ ، بل وتشعر بالملل ، أو بالأسف لأنه لا هجوم على ما يبدو !
لا شىء سوى الظلام والسكون ، والوحدة!
لاشىء.. سوى (اللا شىء)..!!
لكن الهجوم يأتي مباغتا جدا.. غادرا جدا ، و قاسيا جدا.. لا من أى شارع
جانبى.. ولكنه من أمامك.. فى مواجهتك تماما..
كاسحاً بما يكفي لأن تتذكر أنه كان متوقعا جداً ، بل
وظاهرا جداً ، وببساطة أنك كُنت (ساذجا) جداً !!
"قول يا اللّى فى المراية..فهمنى إيه الحكايه! فرحان؟ تعبان؟ مرتاح؟ ندمان؟"
صدقني حاولت إخبارك منذ البداية لكنك لم تصدق سوى نفسك..وقد كُنت هناك طوال الوقت.. أراقبك وآراك تكتشف الحقيقة.. أراك لحظة بلحظة وانت تشعر بالمرارة ، والحيرة ، والألم.
فلا أنت مضطهد يا عزيزي ، ولا وجود للشوارع الجانبية! حتى الاضواء والأصوات كانوا هناك طوال الوقت لكنك.. تجاهلتهم!

"هُو أنت مين اللى عمل كدا فيك! مش أنت ولاّ فيه حد غَمّا
 ِعينيِك!" 

#هي لم تكن هُنا ليفرق معها صوت ضحكك ، أو بكائك!
لم يكن هناك بحراً  أو رمالاً..
لم تطيرا معاً ،او تلمسا السحاب ، وأبداً لم تسمع حكاياتك عن (حِلم الطيار اللي قعد ع الأرض) او عن (حِتة التلجاية اللي نفسها تخرج للشمس بس خايفة.. تدوب)!
لم تراك مميزاً او مختلفاً ، ولم تجد في صوت ضحكك أي شيئا مميزا ، كما لم يكن حديثك عن أي شيء بطريقة (مختلفة).. أخبرك سراً؟ لم تكن تخشى أن تُحبك ، بل لمْ تُحبك!
 لهذا السبب  -ولسوء حظك- لم يكن هناك شيطان ايضا ليشاركك تلك اللحظة!
لم يكن هناك سوى الصمت.. الصمت وفقط!!


الان أُشفق عليك ياصديقي حقا.. فـ"هي" لاوجود لها ، هي ليست هنا.. كما ليست هناك!
"هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت.. ولقيت أقرب ما ليك فى الدنيا مش حواليك"
الآن انت تصرخ ، تماما كما توقعت ، ترفض ، وتقاوم ، وتناطح الهواء.. أصرخ كما تشاء ياصديقي فلا أحد يسمعك خارج غرفتك الزجاجية تلك!
ليظهر من جانب المشهد إحدى الطبيبات بزيّها الناصع المميز ، وصوتها العذب لتصِف حالتك المميزة ، وتحكى حكايتك الـ(فريدة).. حكايتك أنت وحدك.
"جواك سؤال تصرخ تقول: أنا مين..أنا زى ما أنا ولا
اتقسمت إتنين!!"

"أنا آسف ع الازعاج"
نُقط..
نُقط... 

.........وكمان نُقط.                    

السبت، فبراير 18، 2017

زي النهاردة

18-02-2015
كان يوماً ممطراً.. كئيباً..
ونتائج ومؤشرات طبية لا تقل وصفا عن ذلك اليوم..
أمسكت جهازاً لقياس النبض..واستجمعت قوايَّ وحاولت -كذبا- أن أتمالك نفسي أمام أمي..
طمأنتها بأن كل شيء سيكون على ما يرام..
لكنها كل مرة تدرك زيف محاولاتي للهرب ، وحرصي على ألا تلتقي أعيننا..
حاولت قياس النبض مرة ثانية..
وتالية..
وأًخرى..
وأخيرة..
ومع كل محاولة يواصل المؤشر هبوطه ، وتزداد دموعي ، ونظرات رجائي له كي يرتفع ولو بشكل زائف..
بحق كل عمل طيب.. بحق كل ما هو غالي.. بحق كل ماهو نفيس.. ان ترتفع ولو.. قليلاً..
ان تعطيني أملاً و لو.. ضعيفاً..
كنت في تلك اللحظات أخوض حرباً صامته.. صراعا بيني وبين جيش من الدموع .. قاومتها كي لا تسقط.. وأبت إلا أن تُعلن عن نفسها في انتصار صامت !
لم أتوقف عن محاولاتي لبث النبض في جسده النحيل..
لم أتنازل عن محاولة التمسك بأمل ولو ضعيف
لم أستسلم لقراءة المؤشر وعاودت المحاولة مرات ومرات..
لم أتوقف إلا حين طلبت مني امي ان اكف عن هذا العناد..
وان أترك الأمر لمن بيده الأمر..
لم أدرك متى توقف عقلي عن التفكير ، ولم تكف يدايَ عن المحاولة..
فقط حينما أغرورقت عينا أمُي بالدموع..
أدركت..
أنه..
الخلاص.


18-02-2015

الثلاثاء، فبراير 07، 2017

الشمسُ تشرقُ دائماً مِنْ ظهْر مَايا


جمالُ مايا في كونها تسكن الأوراق.. ظاهرة تحدث بين السطور، فرصة لا يفوّتها كاتب ، او عاشق.. أمراة زئبقية  بألف شكل وألف طعم ، وألف عطر.. وألف لون.. امرأة تقلب الدنيا  دائما رأساً على عقب!! يشيب زمانك وانت تطاردها ، وزمانها لا يشيب. امرأة "الحاضر" في كل وقت وكل حين.

مايا.. تقول بأنها لم تبلغ العشرينَ بعدْ..وأنها ما قاربتْ أحداً سوايا..
وأنا أصدّقُ كلّ ما قال النبيذ..وكلّ ما قالتهُ مايا!!

مايا، زيارتها الاسبوعية التي تعني لي الكثير!!  ما إن تدخُل حتى تُبعثر هُرموناتِها الأنثوية في كُل ركن ، فالمسكينة لديها موسم تزاوج محدود ، فقط اثنا عشر شهرا في السنة!!  تأتي كيفما تشاء ، وقتما تشاء ، تُنثر اغنياتها في مسامعي ، وتطلب طعاما جاهزا من مطعم ايطالي قريب! أحياناَ تعيد ترتيب البيت بعد الفوضي التي أعيش فيها ، أو.. تُحدث فوضى أكثر مما أصنع ، لايهم.. فمايا لادين لها.!!

مايا مخرّبةٌ وطيّبةٌ..وماكرةٌ وطاهرةٌ..
وتحلو حين ترتكبُ الخطايا !
مايا تكرّرُ أنها ما لامست أحداً سوايا.،
وأنا أصدّق كلّ ما قال النبيذ..ونصفَ ما قالتهُ مايا !

من ساعتها ماعرفتش أمشي.. الحياة ببساطة .. عِطلت.. آآآ.. إتشليت.. فقدت حاسة الشَم.. مش عارف.. أنا مش رومانسي،  بس إتقلبت على ظهري زي اي صُرصار مُحترم.. إتجوزت لأن المفروض أتجوز.. زي ما بتاكلي عشان جسمك عاوز غِذا.. بس نِفسك.. مش عاوزة!!

مايا تقولُ بأنها امرأتي.، ومالِكتي.. ومَمْلكتي..
وتحلفُ أنها ما لامستْ أحداً سوايا !
وأنا أصدّقُ كلَّ ما قالَ النبيذ..
وربعَ ما قالتهُ مايا !!